Home

صحيفة الوسط :رئيس جمعية الشباب الديمقراطي: مؤتمر الشباب والمواطنة حقق أهدافه وسيُنظر في توصياته

المنامة - مريم الشايب


عملت جمعية الشباب الديمقراطي البحريني ومنذ تأسيسها على نشر مبادئ المواطنة والمساواة وتوعية الشباب البحريني بحقوقه وواجباته، وتحاول أن تغرس مفهوم المواطنة كقيمة إنسانية وحضارية في وطن يراد له أن يمزق وهذا ليس بالشيء السهل وخاصة في ظل الأجواء المشحونة بسبب المحاولات الآثمة لنشر الفرقة بين أبناء هذا الشعب، فلذا أطلقت الجمعية مؤتمرا بعنوان «الشباب والمواطنة» يوم أمس، فذلك أقمنا مع رئيس جمعية الشباب الديمقراطي البحريني أحمد عبدالأمير هذا الحوار الصحافي لمعرفة من أين جاءت فكرة المؤتمر وما حجم المشاركة فيه وما هي التوصيات التي انتهى بها المؤتمر؟

من أين جاءت فكرة «مؤتمر الشباب والمواطنة»؟

- جاءت فكرة هذا المؤتمر، كوّن وكما هو معروف أن مفهوم المواطنة في البحرين في الفترة الأخيرة بالتحديد، في ظل الأزمة السياسية تم التركيز عليه بشكل كبير وعلى موضوع الهوية والانتماء والولاء، والذي أدى إلى صعود الهويات الفرعية من طائفة إلى قبيلة ومنطقة إلخ، وللأسف إن مثل هذه الانتماءات جاءت على حساب المواطنة أو على موضوع «أنا بحريني»، فأحببنا أن نطلق هذه المبادرة الشبابية لمناقشة هذا المفهوم بمنظور شبابي، وللاستماع لرأي الشباب البحريني وإيجاد توصيات عقلانية وواقعية تناسب الواقع المعاش بالبحرين، فمن هنا جاءت فكرة هذه المبادرة في هذا الموضوع، بالإضافة إلى اننا في جمعية الشباب الديمقراطي قد سبق لنا أن فزنا في مبادرة قدمناها عام 2011 لوزارة التنمية بخصوص هذا الموضوع – المواطنة - فلذا جاء هذا المؤتمر امتدادا لبرامجنا السابقة.

ناقش المؤتمر ثلاثة محاور أساسية «التعليم والإعلام والاقتصاد» لماذا هذه المحاور دون غيرها؟

- تطرقنا لهذه المحاور دون غيرها لأن وجهة نظرنا كجمعية انها الأقرب للشباب البحريني فالمحور الإعلامي مثلا وجدنا ان هناك محاولة استقطاب إعلامي شديدة في الفترة الأخيرة وخاصة بعد 2011 ومع الأسف الشديد أن دور الإعلام الرسمي والشبه رسمي وأؤكد «الشبه رسمي» كان سلبيا كثيرًا في الفترة الأخيرة ففيه رأينا «التخوين» وحالة استقطاب عنيفه يمارسها هذا الإعلام وبالتالي هذا كله انعكس على المجتمع حتى أصبح مجتمعنا مشحونًا، ومن خلال هذا المحور أحببنا أن نعرف ما هو الدور الإيجابي الذي من المفترض أن يلعبه الإعلام من منظور شبابي بحت لذلك طلب من الشباب أن يضعوا توصياتهم وأفكارهم بخصوص دور الإعلام في ظل مثل هذه الأزمة السياسية .

والمحور الثاني «التعليمي» نرى أن فيه تباينا في وجهات النظر ففي طرف يقول ان التعلم تم تسييسه، وآخر يقول إن التعليم يجب أن يكون له دور في هذا الحراك الشعبي فأحببنا أن نرى كيف يرى الشباب البحريني دور التعليم وهل مسألة التسييس سلبية أو إيجابية وما هو دور المعلم والتربويين حيال ذلك، وما هو دور الحراك الطلابي في الجامعات والمجالس الطلابية، أي أن نتناول الموضوع بمنظور طلابي بحت فمن المعروف أن غالبية شباب البحرين طلبة.

أما المحور الاقتصادي نتطرق له من عدة جوانب فمثلا على توزيع الثروة الوطنية بعدالة، وقضية التمييز في الوظائف وخاصة انه في الفترة الأخيرة شريحة كبيرة من الشعب البحريني يعاني من هذه المسألة، فلذا أحببنا أن نثير هذه المسألة وما هي علاقتها بموضوع المواطنة، فأي مواطن كامل الحقوق والواجبات بسبب رأي معين يقطع رزقه؟ أو أن يفرض عليه رأي معين، أو أن تمنعه الرقي في وظيفته، فلذا نحن نركز في هذا الجانب على سوق العمل والأداء الاقتصادي في البلد فلذا من وجهة نظرنا أن هذه المحاور الثلاثة مهمة وهذا ما أكدته التوصيات.

ما هي التوصيات التي خرج بها المؤتمر؟

- في النهاية خرج المؤتمر بالعديد من التوصيات ولكن الرئيسية منها في المحور الإعلامي مثلا كانت تتعلق بحياد الإعلام الرسمي المملوك للدولة من إذاعة وتلفزيون، فالمطلوب منه أن يمارس دورا حياديا، وتوصية للصحافة أن يتم تفعيل وتطوير ميثاق الشرف بين الصحافيين، أي ألا يتم الإساءة إلى طائفة معينة أو معتقد معين أو إلى جماعة أيا كانت توجهاتها في الصحف وأن يكون دور الصحافة دورا وطنيا أو ودورا جامعا في الأساس، وتوصية أخرى من جانب المجتمع الإلكتروني، يجب أن ترفع القيود عن الفضاء الإلكتروني وإعطاء الشباب المجال للتعبير عن آرائهم أيّا كانت، طبعًا ضمن حدود والقوانين الموجودة ولكن لابد ألا تشكل هذه القوانين جانب تقييد ونعطي مجالا أكبر لحرية الرأي والتعبير، هذه أبرز التوصيات من جانب الإعلامي.

أما من جانب اقتصادي العدالة الاجتماعية أو بمعنى أصح الرقابة على الثروة الوطنية، تفعيل دور المؤسسات التشريعية ومؤسسات البرلمان والرقابة على الثورة الوطنية، ايجاد مشاريع اقتصادية كبرى تنقل البحرين إلى الاقتصاد المعرفي إلى إقامة مشاريع صناعية فمثلا ذكر ان البحرين كانت مبادرة ومن الدول السبّاقة في مسألة الصناعات الثقيلة فلماذا تم التوقف عنها في العشر سنوات الأخيرة إلى قطاع الخدمات والبنوك والمضاربة في العقارات الذي أثر بدوره على الهوية الوطنية للبلد ففي مشاريع معينة اذا انتشرت في البلد تأثر على الهوية، في حين ليس لها علاقة بالنسيج الاجتماعي وليس لها علاقة بتركيبة المجتمع وفي النهاية مثل هذه المشاريع العقارية كانت شريحة كبيرة من الشباب ترفضها سواء أنها كانت تدمر البيئة أو انها لا تساهم في دعم النسيج الاجتماعي، وطرح أيضًا عن سوق العمل وممارسات التمييز فيه، فقد كانت مسألة جدًا مهمة، فتقريبًا جميع الشباب اتفقوا عليها فهذه المسألة يجب أن تلغى من قاموس المؤسسات في البحرين سواء القطاع العام أو الخاص، هذا أبرز ما طرح في المنحنى الاقتصادي.

والتوصيات في جانب التعليم كانت تتكلم عن إيجاد اتحاد وطني فقد كان هناك اتفاق مع أغلب المشاركين على ايجاد اتحاد وطني موحد يدافع عن مشاكل الطلبة في البحرين وكان في اجماع على ايجاد مناخ فيه القليل من الحرية في الدور التعليمية من جامعات ومدارس وغيرها وفتح المجال بصورة أكبر للعمل الطلابي داخل الجامعة، وتوصية بخصوص المناهج، على أن يتم تدريس تاريخ البحرين وتضحيات شعب البحرين بألا يتم الاقتصار على ذكر تاريخ البحرين منذ 300 إلى 400 سنة، فالبحرين حضارة 6000 سنة فلذا يجب ذكر التاريخ المجيد بصورة كاملة ونساهم في ذكر التاريخ الجامع في المناهج الوطنية، ان يتم تدريس مكتسباتنا الوطنية فالبحرين بلد يعطي للعالم والإنسانية الكثير فبالتالي يتم تدريس هذه المكتسبات والانجازات التي حققها البلد ففي النهاية هذا سيساهم في تعزيز الولاء والانتماء والفخر بهذه الانجازات عند الشباب البحريني، وتم التطرق أيضًا إلى مسألة الابتعاث بأن يوضع آلية جديدة في مسألة الابتعاث كأن يتم ابتعاث الطلبة إلى دول يكون فيها التعليم متطورا ومتقدما، وألا يكون فيها مشاكل طائفية مثلًا كبعض الدول التي يبتعث لها الطلبة حاليا، ليحصل الشباب على التعليم الوافي، وأن يكتسب طريقة تفكير جديدة.

ماذا بعد هذه التوصيات؟

- بعد أن خرجنا بهذه التوصيات سنتابعها نحن من جهتنا وذلك بتشكيل فريق مختص مكون من الإدارة والأعضاء الأسبوع القادم، وسنرفعها إلى الجهات المعنية من وزارة تنمية اجتماعية إلى وزارة التنمية الاقتصادية، الوزارة التربية والتعليم، إلى حتى إلى مجلس المنظمات الشبابية البحرينية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة وجامعة البحرين وجامعات خاصة وسنرفعها على انها توصية مجموعة من شباب البلد اختاروا أن يجتمعوا يوم السبت 26 أكتوبر في مكان واحد بمختلف توجهاتهم وبمختلف ارائهم وأفكارهم، وتحاوروا بثلاث محاور وجدوا انها مهمة بالنسبة لهم وتؤثر عليهم بشكل يومي، وخرجوا بتوصيات وأفكار اعتقدوا بأنها ستساهم بتغيير حياتهم للأفضل.

ما هو حجم المشاركة في هذا المؤتمر؟

- كان حجم المشاركة في المؤتمر كبيرا، فنحن أرسلنا دعواتنا لمعظم الجمعيات الشبابية والأهلية والسياسية، ودعوات للجهات الشبه رسمية وحصلنا على تجاوب كبير منهم وخاصة من الشباب، فالتسجيل للمشاركة فاق توقعاتنا، فتقريبًا كان عدد المشاركين 130 شخصا والحضور تقريبًا وصل إلى 110 اشخاص فنسبة الحضور كانت جدًا عالية وكان هناك تجاوب وخاصة في الفترة الصباحية بالتحديد، فنحن وصلنا إلى هدفنا المراد من خلال إقامة هذا المؤتمر فقد تم اجتماع الشباب مع بعضهم البعض، وتم جلوس الشاب الذي من منطقة الحد مع الشاب الذي من منطقة الدراز في طاولة واحدة، وأصبح هناك نقاش مع بعضهم البعض، وهذا بحد ذاته أعتبره مكسبا كبيرا، فأنا لم أكن أتوقع ان الشباب البحريني في الفترة الأخيرة قادر على أن يستمع لبعضه البعض.

هل من فعاليات جديدة مدرجة على جدول أعمال الجمعية؟

- نعمل حاليًا على إقامة مخيم في إجازة الربيع القادمة، فسنتكلم فيه عن تاريخ البحرين، وعن الأمور التي لها علاقة بتطوير مهارات الشباب البحريني، والآن يتم العمل على تنفيذ ورشة عن العدالة الاقتصادية للتوسع في التوصيات التي خرج بها المؤتمر من ناحية اقتصادية، وسنعمل على مشروع له علاقة بنادي الكتاب، ومشروع له علاقة بنادي المسرح، وهناك أفكار كثيرة نعمل عليها بالإضافة إلى منتدى يقام في مقر الجمعية في الشاخورة، كل يوم اثنين يقام أسبوع وينقطع اسبوع آخر، يناقش فيه كل قضايا الشباب البحريني وكلها طبعًا امتداد إلى أعمال سابقة. في النهاية كل هذه الأعمال نتمنى أن تصب في مصلحة البلد.

هل من كلمة أخيرة لكم؟

- أتمنى من الإعلام أن يتعاطى بشكل إيجابي مع الشباب البحريني، أؤكد على دور الإعلام الوطني الذي من المفترض أن يحمل على عاتقه هذه المسئولية، والشيء الآخر، اتمنى من الإعلام الرسمي أن يتحمل مسئوليته وأن يحمل على عاتقه الوحدة الوطنية والمحافظة عليها، فما نراه في البحرين ما هو إلا دعوات مشحونة بالغل والكراهية في المنابر الرسمية والوطنية، وهذا الشيء غير صحيح فالمطلوب دور وطني جامع لهذه الصحافة ولرجال الدين، وندعو رجال الدين أن يساعدوا في حقن دماء الشباب، ونتمنى أن تنتهي هذه الأزمة بحل يرضي جميع الأطراف في البلد، فالخاسر الأول قي هذه الأزمة هي البحرين وشباب البحرين، وان يتم إيجاد صيغة للنقاش في هذا البلد وإيجاد أسلوب جديد يدار فيه البلد يمنح الشباب البحريني الفرصة بأن يكون له صوت مسموع، ونتمنى ألا تأتي السنة القادمة إلا وانفرجت كل الأمور، فشباب البحرين يستحقون الأفضل، ونحن متفائلون بالمستقبل.

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4069 - الإثنين 28 أكتوبر 2013م الموافق 23 ذي الحجة 1434هـ