Home

رئيس الشباب الديمقراطي: على مؤسسات الدولة أن تعي أهمية حلحلة الملفات التي تمس الشباب

طالبت جمعيات شبابية وناشطون شباب الوزارات والجهات الرسمية في الدولة، بترجمة توجيهات عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة التي أطلقها إثر لقائه عدداً من رجالات وشخصيات المحافظة الشمالية (يوم الثلثاء 10 مارس 2009م) على أرض الواقع، لافتين إلى أن الجهة المعنية لا تزال تتجاهل تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للشباب التي أنفق عليها آلاف الدنانير، بينما مشروع برلمان الشباب هو الآخر حبيس الأدراج والاجتماعات المغلقة، معتبرين أن ذلك يتعارض مع الدعوة الملكية بتوفير الإمكانات لإطلاق طاقات الشباب والكشف عن مواهبهم وإبداعاتهم، عبر مزيد من التعليم والتدريب والتطوير.

وبشأن هذا الموضوع، قال رئيس جمعية الشباب الديمقراطي محمد مطر: «من جانبنا في جمعية الشباب الديمقراطي، نثمن ما تفضل به عاهل البلاد الذي يحرص على رعاية فئة الشباب والاهتمام بها لما تمثله من دور يجسد مستقبل الوطن، فهم نصف الحاضر وكل المستقبل».

وتابع مطر «انطلاقاً من دعوة جلالته إلى مؤسسات الدولة لاستنهاض الشباب، نرى أن عليها الاستجابة لهذه الدعوة السامية واتخاذ الإجراءات التي تكفل تفعيل الاستراتيجية الوطنية للشباب وبرلمان الشباب، وتأسيس المشروعات الأخرى التي ترتقي بالشباب البحريني، وأن تعي أهمية حلحلة الملفات التي تمس الشباب كملف البطالة والإسكان وغلاء المعيشة وأزمة الوافدين الذين يزاحمون الشباب في معيشتهم وأرزاقهم».

وتمنى رئيس «الشباب الديمقراطي» من «مؤسسات الدولة أن تعي ضرورة الاستفادة من طاقات الشباب من خلال تعيينهم وترشيحهم لتبوأ المناصب والمواقع القيادية في البلاد، ومن هنا تأتي أهمية إيجاد وزارة خاصة معنية بشئون الشباب كما هو معمول به في الدول المهتمة بالشباب، على أن تكون هذه الوزارة شابة قريبة من الشباب البحريني».

وأكد مطر أنه استناداً على رؤية جلالة الملك في أهمية توعية الشباب للحفاظ على منجزات الوطن ومكتسباته، فإن جمعيته ستقوم بتنظيم مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تصب في خدمة هذا الهدف الذي يعزز فكرة المواطنة وحب الوطن، داعياً في الوقت ذاته «مؤسسات الدولة إلى مراجعة جميع الأساليب التي تتبعها في التعامل مع الشباب، سواء خلال المواجهات الأمنية أو الأساليب التي تمارس بحقهم لكبت حريتهم واعتقالهم تعسفياً»، معتبراّ ذلك «السبب الرئيسي في عنف الشباب الذي يظهر كردة فعل تتفاقم ضد كل الممارسات العلاجية الخاطئة التي تمارسها الدولة».

ونوه إلى أنه «في سياق التوجيهات السامية، فإننا نلتمس من عاهل البلاد الالتقاء بممثلي الشباب في البحرين حتى يتسنى لهم إطلاع جلالته على هموم الشباب البحريني وأهم احتياجاتهم والتحاور بشأن الحلول المناسبة المتعلقة بالإشكالات التي تواجه هذه الفئة».

الزياني: نحتاج إلى موازنات لتنفيذ برامجنا

أما رئيس جمعية أطفال وشباب المستقبل صباح الزياني، فأفاد بأنه يستشهد دائماً في جميع المناسبات «بتوجيهات جلالة الملك الداعية إلى الاهتمام بالشباب، إذ إن جميع خطابات جلالته تتحدث عن ضرورة رعاية الشباب، وهذا الأمر يلقي علينا بمسئولية كبيرة للاهتمام بهذه الفئة، ونتمنى من المسئولين أن تكون استجابتهم أكبر مع هذه التوجيهات، فحتى الآن نحتاج إلى موازنات تمكننا من تطبيق برامجنا على أرض الواقع».

ورأى الزياني أن «ثقة الملك بالشباب واضحة، إذ أعطى نجله سمو الشيخ ناصر بن حمد الذي يمثل فئة الشباب، مسئولية المؤسسة الخيرية الملكية التي تتمتع بنشاط اجتماعي وإنساني كبير تجاه فئة الأيتام والأرامل».

ولفت إلى أن «هناك بعض الجهات الرسمية التي تهتم بالشباب، ومن بينها وزارة التنمية الاجتماعية التي وفرت من جهتها المقرات للجمعيات الشبابية»، مبيناً أن «الوزيرة فاطمة البلوشي تحرص على الالتقاء بالجمعيات الشبابية، إلا أنه لا يمكنها لوحدها معالجة كل مشكلات الشباب، فهناك مسئولون عليهم أن يقوموا بواجبهم أيضاً تجاه هذه الشريحة في مختلف الجوانب».

وتحدث الزياني عن إرسال وزارة المالية فاتورة إلى جمعيته لدفع 1200 دينار نظير إيجار مقرها في منطقة الشاخورة لمدة عام، متسائلاً «هل تصب هذه الخطوة في إطار توجيهات العاهل بدعم الشباب ومساندتهم وتذليل العقبات التي تعترض طريقهم؟ وأين مساندة الدولة التي ندعو إليها؟».

وفيما يتعلق بالاستراتيجية، قال الزياني: «نتطلع أن نشهد تطبيق استراتيجية الشباب على أرض الواقع، وخصوصاً أنها تشمل جميع القطاعات المعنية بالشباب، كما نتمنى أن يتم وضع خطة تنفيذية لتطبيقها حتى يتسنى لنا بعد ذلك إخضاعها للتقييم والمناقشة وبحث إمكانية تصحيح مسارها».

عبدالعال: شباب «الشمالية» يعانون من الإهمال

وأوضح الناشط الشبابي محمد عبدالعال أن «الشباب كانوا يترقبون خطاباً من جلالته موجه إليهم، وقد جاء في وقت تمر فيه البلاد بأوضاع سياسية مضطربة، فضلاً عن عدم تفعيل الاستراتيجية الوطنية للشباب ووجود برلمان شبابي، وضعف البرامج المقدمة من قبل الجمعيات الشبابية».

ونبه عبدالعال إلى أن «هناك قلة اهتمام بشباب المحافظة الشمالية من قبل الوزارات المختصة، فلا توجد مراكز تحتضنهم أو برامج توعية سياسية مخصصة لهم، وهذا الإهمال يولد تصرفات خاطئة تصدر عن الشباب»، مطالباً «وزارة الداخلية بعدم التعامل بعنف مع الشباب حتى لا تتفاقم الأوضاع إلى الأسوأ، وكلما كان هناك توقيف لشباب ليس لهم علاقة بالحوادث الأمنية كلما تعقدت الأمور».

وناشد «عاهل البلاد إصدار توجيهاته إلى الجهات المختصة للإسراع بتنفيذ الاستراتيجية وبرلمان الشباب، وأن تكون هناك موازنة مخصصة للشباب في مناطق المحافظة الشمالية، فمن الممكن احتضانهم في المراكز الشبابية الرياضية في تلك المناطق، ولكن للأسف نرى أن الأخيرة تعاني من الإهمال وسوء الإدارة».

يشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية للشباب على مشارف أن تنقضي مدتها الزمنية المحددة لتفعيلها خلال العام الجاري، وحتى هذه اللحظة لم تبادر الوزارات والجهات الرسمية إلى تنفيذ أي بند أو توصية من توصياتها، في حين لا يزال الشباب يترقبون تطبيقها بفارغ الصبر. وترتكز الاستراتيجية على ثمانية محاور أساسية تهم واقع وطموح الشباب والشابات في البحرين، من خلال تشكيل ثماني مجموعات نقاش متخصصة، يكون الهدف منها تقديم تقرير متكامل وشامل للقضايا الأساسية المتعلقة بمحور النقاش والبحث عبر تحليل واقع الخدمات والبرامج المقدمة للشباب والشابات والتشريعات والقوانين الخاصة بالمحور، وتطوير استراتيجيات كفيلة بتطوير إمكانات وقدرات الشباب والشابات في البحرين.
 
 
صحيفة الوسط البحريبنية
الخميس 12 مارس 2009م